الأربعاء، 10 يوليو 2013

أيــــن نحــــن،؟!

صبي على حافة الفقر، أتسكع بين أزقة الحي الشعبي، لا أملك في جيبي سوى لعبتي المكسورة، ولا أنظر إلا إلى أعين المعدمين من بني جيراني.
أحلامنا لا تعدو اجتياز الجبل الصغير بفقزة واحدة حتى يُقال عنا أيها الأبطال، وكي يتم التعرف علينا من الجيران البعيدين، وأحياناً ندخل في معارك دامية لبسط السطوة على الساحة التي تقع في منتصف الحارتين، كي نثبت لجميع الحواري أننا الحارة الأقوى بينهم!
كنا نبحث عن هيبة .. والآن أين نحن؟!

شابٌ أرى في رؤوس أعمامي ضحالة فكر، وفي عيون خوالي ذكاءً خلاقاً يًحتذى به..!
أي الفريقين خير؟!
من واقع خبرة ليست البلطجة في مجتمع مأفون بالأمر المنكر والحرام، فالحفاظ على الحياة في جو التسكع أمر محبب دائماً، وإلا لالتصقت بك تهمة الجبن ما حييت..
وكان الاختيار صعباً بحق، حتى استجمعتُ قواي واخترت الجانب المر.. أن أكمل تعليمي وأقتحم باب المستقبل بحثاً عن (نظافة) الأيام القادمة؟!
كنا نبحث عن مستقبل.. والآن أين نحن؟!

معلمٌ بحثت عن مركب صالح للاستعمال، فلم أجد سوى مركب واسع الأطراف لا يحمل في جوفه إلا المجانين، ولأني كنتُ برفقتهم دوماً فصنفت نفسي مجنوناً بالفطرة، ولا يسعني سوى أن أحافظ على اللقب الوحيد الذي فزت به منذ القدم..
فبحر الرياضيات العميق، يقربنا دوماً إلى الجنون الكامل، والمعادلات التي لا حل لها نبني من خلفها نظريات غبية نقنع بها الآخرين أنها صحيحة دائماً، ولم أجد في عالمي هذا سوى عاقلٌ واحد قرر الهرب . . وانتحر غرقاً!
كنا نبحث عن هوية .. والآن أين نحن؟!

مسؤوولٌ قُدر له أن يحمل على عاتقه أمل الفقراء في لقمة عيش، وجاء بهم قدرهم لمن يعرف طعم الفقر، وذاق وباله، واختار أن يجمع المشرق والمغرب في موقع واحد، وبنى بين الأقطار حبال ود متينة..
ما كانت تلك الوجوه البائسة سوى قصص لم تعتد الأذن سماعها، وفي قلب كل عامل منهم (حدوتة) تصلح لأن تكون فيلماً سينمائياً عالمياً، قد كنتُ مخرجاً جيداً وأنا أستمع كثيراً، ولكن مآل الأفلام للنسيان، وإن تذكروها بعض الهواة حتماً سينسون اسم المخرج!
كنت نبحث عن وجود.. والآن أين نحن .. !

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

يالله يالله يالله سعادة رؤية حروفك وحدها تكفي ..أرجوك لاتنقطع لاتحرمنا

غير معرف يقول...

جميل جداً هذا التوهان الذي جعلك تبدع ،احسست بالحيره معك لدرجة انني بدآت ابحث نفسي معك ،رائع رغم نبرة الحزن التي لامستها بين السطور،الحمدلله على مافات والحمدلله على ماهو آت ، ممممم في جوفي كلام كثير لاتكفيه حروف ولكن باختصار فرحه لما وصلت اليه ،اسال الله ان يمد برزقك ،ويعينك على فعل الخير

قاصد خير يقول...

للتعليقين أعلى مني ,, كل التحية والتقدير، أحببت ما قرأت، وفي كليهما .. تنفجر (شكراً) كبيرة في جوفي!