الخميس، 29 ديسمبر 2011

عــــــامٌ عِجــــــاف

آ خر جمعة في عام 2011 .. !
المتتبع لأحداث هذا العام سيفكر كثيراً في هذه الجملة، سيدرك فعلاً أن هناك جُمعاً مضت حملت في باطنها أحداثاً مرعبة كفيلة بأن تشيب لها الولدان، ولوضعت كل ذات حملٍ حملها، والأمر لا يعدو كونها صفعة أنوثية ساخنة ضُربت في وجه عربي شريف وكأنها ضربت به 14 مليون كيلو متر مربع تمتد من الخليج العربي إلى المحيط!
جُمعٌ تناقلتها وكالات الأخبار، وتزايدت فيها التصاريح، وأُطلقت فيها الوعود، حتى تغيرت فيها الوجوه!
وجوهٌ هربت ووجوهٌ سُجنت ووجوهٌ احترقت ووجوهٌ أُعدمت ووجوهٌ تنتظر .. !
الرغبة في التغيير ليس عيباً في عُرف المحتاجين فعلاً للتغيير، وهنا في الوطن العربي نملك من الأسباب المقنعة بشدة لكي ننادي بالتغيير والإصلاح، فلست أذكر أوروبياً قرر تأجير غرفة ما لأعمال الدجل والشعوذة بحثاً عن المال، ولست أذكر أن هناك دوريشاً فقيراً يصطنع الهبل في شوارع أمريكا بحثاً عن المال ليقتات لقمة عيشه، ولكن انظر قليلاً إلى بلداننا العربية سترى ما هو أدهى وأمر!
والعيش الرغيد يبقى الحاجة الأولى والأخيرة في أوطان قرر حكامها تحويل كافة الجمهوريات العربية إلى مملكات عربية ..!
الربيع العربي تفتّحت وروده في شمال أفريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية ولعل 2011 سيؤجل قليلاً تفتح وروده الشامية، ولعله سيُسلّم الراية للعام 2012 موصّياً إياه على (إيّاه) لتفرح بعدها مجاميعٌ كثيرة انتظرت عشائها الأخير!
2011 .. !
طبت حيّاً وميتاً، فقد أديت الأمانة خير تأدية، وكم نتمنى أن تكون خير خلف لخير سلف .. !
عامٌ عجاف، تكسّرت فيه أسنّة الأيام، واحترقت فيها غصون الزيتون، ولكن.. طارت حمائمٌ غرّدت لسلام الأوطان..
فيا عامٌ إني مُصلٍ لربي مستسقياً لخير العرب، أمطري سلاماً طاهراً فوق سهولنا، وفجّري ينابيع الأمان على هضابنا، وغادري مأسوفٌ عليكِ وسنذكركِ بكل الخير، وسنغتابك لأبنائنا، وسنروي أسطورتك لأحفادنا، وسنذكر أيامك بكل خير، وسنترحم على كل جمعة تمر في العام القادم.. ولسان حالنا يتمتم بخفوت .. الشعب يريد إسقاط النظام !


عام عجاف ..... بقلم: قاصدخير

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

معـــارض كويتــــــي !

ك ـنت صغيرا أشاهد نشرات الاخبار حيث المذيع ينتقل عبر المايكرويف لمقابلة(معارض عربي) من إحدى الدول الأجنبية
والتي هاجر إليها، كان يتحدث عن استبداد نظام بلده وعن مطالبهم التي يصفها بالمشروعة، وحينها كنت
أتساءل !
ماذا يعنون بكلمة (معارض) ؟ ولماذا لا يوجد لدينا في الكويت معارضين كويتين؟ ولماذا لا نجد كويتياً يختار لندن
مثلاً ليهجر إليها ويتحدثون معه عبر المايكرويف ليتحدث عن ظلم بلاده ونظامه الفاسد ؟!
توسعت مداركي واستوعبت ما يجري حولي، كبرت حتى صار يقيناً فيني أننا لسنا في عالم الملائكة وأن الشياطين
لا زالوا ينفذون وعدهم القديم بإتقان مطلق، وتوصلت إلى قناعةٍ مفادها أن السياسة عالمُ لا يفقهه سوى الدجالون
أو الاتقياء!!!
لا يوجد حلُ وسط يستطيع أن يجعل أولئك المهتمين بعالم السياسة (شرفاء روما)، حتى أن شرفاء روما أنفسهم لم يسلموا من السخرية..
عرفت بأن الجهل نعمة وأن البقاء صامتاً حكمة وأن الخوض في معترك الحياة نقمة، والسؤال الذي يطرحه
–أمثالي- متى سيحين الشروق في وطنٍ اختلطت سماؤه بظلمةٍ دائمة.. ولكني كنت أعلم تماماً أننا هنا في أرض
الكويت نمتلك ما يميزنا عن غيرنا، ذاك الهدوء العقلاني الذي يمارسه حكيم الجبل والذي ينظر بعينٍ لا تشبه تلك العيون
 المستعجلة دائماً والتي تصدر الأوامر قبل ن تتعب في التفكير في أصل المشكلة.
على سجيتنا..
أقسى مفاهيم الظلم لدينا هي عتبٌ غليظ تتلوه ابتسامة رضا!
أحياناً لا يعجبنا هذا الأمن المستتب فنحاول تقليد من هم حولنا .. فنفتعل مشكلة من لا شيء ونصيح مطالبين
 بتطبيق القوانين أو تعديلها أحياناً أو تفعيل بعض موادها، وهي بالمناسبة قيد التنفيذ والعمل ولكن مقتضيات
 (الملل السياسي والإجتماعي) تجعلنا نبحث عن (الأكشن) دائماً !
ربما كان ينقصنا تلك الآلية المسماة بالقمع والذي نراه هناك في تلك الدول القريبة نوعاً ما..
حتى نعرف أن " الله حق " كما نقولها بالعامية، ولكن حبانا الله سبحانه وتعالى بموطنٍ رقيق، يشعر دائماً بأنه
 مظلوم، يحاول دائماً أن يسابق الآخرين نحو المجد، لا يرضَ بأن يكون في المؤخرة، تعلّم الديموقراطية ومارسها
كما هو مكتوب في كتاب الديموقراطية الأصيلة..
يحق لنا أن نفخر بأننا "معارضون" في بلدنا ننتمي لمن نعارضهم بولاء الطاعة والفخر.. نرضخ لأوامرهم حباً
وطمعاً في الرضا.. ولكننا نعارضهم.. حتى وإن لم يحققوا مطالبنا البسيطة أو حتى الصعبة يظل في قلوبنا وهج
 الكويتيين الأصيلين المتفهمين لأسس العلاقة بين الحاكم والمحكوم..
نعارض كثيراً حتى يًسمع لنا، فإن حصل مرادنا قبّلنا رؤوس ولاة أمورنا.. وإن لم يلبوا النداء.. قلنا سمعاً وطاعة !

معارض كويتي.. بقلم: قاصدخير

الأحد، 25 ديسمبر 2011

من أين نبدأ هذه الرحلة .. !؟

ع ـندما تدق مسمعي بعض الأحاديث الجانبية حول ماذا يمكن أن نقرأ في هذه المدونة، أغيب بيني وبين نفسي ساعات لأسترجع ومضات من حياتي!
لست صغيرَ سنٍّ أمارس مراهقتي المجنونة، ولستُ ممن يصبغون أطراف جدائلهم البيضاء، فأنا في عمرٍ جيد للغاية يسمح لي أن أقدّم أفكاري المعتّقة، ويسمح لكم في نفس الوقت اختيار إن كانت تناسب أذواقكم أو طي صفحاتي جانباً !
هناك ممن يعتقدون أنهم أصحاب أقلام مميزة قادرة على تغيير الواقع المحيط به، وهم كثر ولله الحمد من قبل ومن بعد، ولعل هذا يُعد انتصاراً ساحقاً للفكر وللقلم..
وهناك من يظنّون جزافاً أنهم لا زالوا يحبون في عالم الكتابة وأن حروفهم لا تليق بأن تبروز ضمن إطار من الأدب يقرؤه الآخرون، فـ يعجبوا به أو يذمونه، وهم كثر أيضاً .. !
وأن تخلق لـ نفسك بين هؤلاء موقعاً يناسب حجمك ليس بالأمر السهل، والخطوات التي أنا بصدد المسير بها ليست بالهينة، ولكني سأرتدي قفازي لأبعد الشوك عن وجهي، وسأسير بين الأحراش مستنداً على قلمٍ ربّيته صغيراً وحان وقت قطاف ثماره !!
الحياة ليست بالسهلة دوماً، ومشوار الألف ميل .. آآآآه يا مشوار الألف ميل .. وخطوته الأولى .. اسألوني أنا عن خطواتي الأولى في كل شيء، منذ صغري ولا زلت عند عتبة باب الخطوة الأولى..
متردد؟!
كثيراً ..
أحلم ؟!
بشدة ..
مؤمن؟!
بقوة ..
إذن نتوكلَ على الله ..
أعود من هذه اللحظة التي سرحت وأشعر بالواقع حولي قليلاً ولعلي أشكر صوت رسالة الهاتف التي تدق بجانبي، خدمة الأخبار المزعجة في هذا الوقت دائماً تُرسل لي ذات الخبر مع اختلاف الأسماء .. أسماء المتوفين لهذا اليوم، ويوماً ما سأكون بعيداً عن شاشتي هذه، مجرد إسم، في شاشة الجوال، يقرؤني غيري، ولعله يومها يحمل نفس همّي، ولعله يكتب حروفاً أخرى .. تحييه .. كما أتمنى حروفي أن تحييني !!




رحلة ... بقلم: قاصدخير