الأربعاء، 6 يونيو 2012

جمهــــرة المشاعــــــر


ج ـمهرة المشاعر في القلوب تحتاج لمن يصفّها بترتيب معين تَسهل على العين مراقبتها وتنظيم جلوسها فوق كراسيها المخملية، فهناك مسرحيةٌ نعيشها في واقعنا لا بد لنا من الاهتمام بتفاصيل فصولها ومشاهدها، ومع كل لوحةٍ تعبر هناك 24 ساعة تمضي، واليوم يطوي الآخر ونحن نشاهد تلك الأيام تسير ببطء وينتهي العام تلو العام تلو العام..المسرحية الوحيدة التي لا يمكن لنا أن نتنبأ بنهايتها، ولا نعرف كيفية التدخل في تفاصيلها، مجرد مشاهدين يبحلقون في الممثلين أمامهم ويقتنعون رغماً عنهم- بما يدور..
أحياناً يضحكون، وأحياناً يبكون، ويزعجنا أحيانا تصفيقهم الحار، ويؤلمهم دمع من بجانبهم ممن تأثروا بأحد المشاهد التي تحكي واقعهم الذي يعيشونه..أن تبحث عن النهاية كأنك تبحث عن بدايةٍ لدائرة تدور بسرعة شديدة، ولعل البداية مجهولة أيضاً ولكن ما بأيدينا ونحن نعجز عن اختيار المشاهد أو اختيار الفصول!

ما نعلمه تماماً أن هناك لحظةٌ ما ستنكشف أمامنا العقد ونلمس بأيدينا الحلول ونؤمن أن هناك حلّاً ما رغم النهايات المفتوحة، نؤمن بشدة أن النهاية تعبّر عن عبرة ودرس، وأنها فكرة تجعلنا نعي تماماً حقيقة العمر الذي نقضيه!
سنموت في النهاية جميعنا، كمن مات في الماضي ورحل وأصبح ذكرى تُروى!
فهذا كرسي جدتي، وهذه سيارة جدي، وتلك أدوية خالتي، وتلك غرفة عمتي، وهناك التقيت بحبيبتي، وهناك مارست مهنتي!
أين الجميع؟!
سيكتب أحدنا يوماً أن هناك من كتب موضوعاً حزيناً أثّر بعمق في مفهومنا للحياة، لا أتذكر كل ما كُتب ولكن أذكر أنه بدأه بـ (جمهرة المشاعر في القلوب تحتاج لمن يصفّها بترتيب معين تَسهل على العين مراقبتها وتنظيم جلوسها فوق كراسيها المخملية.. ) 



جمهرة المشاعر... بقلم: قاصدخير

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

راااااائع كالعادة :)

غير معرف يقول...

يا سلااااااام
مبدع
تسلم ايدك