الجمعة، 4 مايو 2012

أبنـــــاء قومـــــي السعـــــداء

هـ ؤلاء هم أبناء قومي السعداء دوماً في أرضهم الحنون !
يبحثون عن المتاعب اليومية، ويناقشون أموراً في غاية الأهمية حسب وجهة نظرهم ونظرنا كشعبٍ فقير نبحث عن الأقاويل وانتشار الأحاديث وتداولها بين الناس!
تنتشر بيننا الإشاعات ونحكيها لنا ونتمنى أن تكون صادقة وفي قرارة أنفسنا نقول (منو الغبي اللي يصدقها؟!)
نستحق كل ما يُقال عنّا في الدول المجاورة، وشخصياً لا أعلم تماماً صيغة الكلام الذي يُقال ولكن يمكن لأمثالي استنتاجه، فهم في الغالب يتحدثون عن سياسة الدلع التي ننتهجها، وبأننا مترفين إلى حد الثمالة الإترافية، فهناك من يسرق ولا يتم محاسبته وهناك من يقتل ولا يحبسه أحد وهناك من يكذب باسم الدين ولا ينتقده أحد وهناك من يفتتح قناة يسب فيها من يشاء ويتهم فيها من يشاء وليس هناك من يضع عينه في عين صاحب القناة وهناك من امتهن البغاء وتحدّث عن الحلال والحرام وهناك من سوّلت له نفسه أن يبحث عن منفذ لدق إسفين بين مذاهب الشعب أو بين شيوخه ومواطنيه في سبيل أن يجلس في زاوية غرفته ويضحك بشدة شامتاً بتحقيق كل أحلامه!

هولاء هم أبناء قومي السعداء دوماً في أرضهم الحنون!
يفقهون في كل الأمور الدنيوية والدينية والرياضية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية وإذا اقتضى الأمر يفقهون بأمور الكواكب الأخرى والمجرات البعيدة، يعلمون كيف تؤكل الكتف ولكن لا زالوا يبحثون عن مكان تواجدها، تقرأ في صحفهم اليومية في آخر الصفحة أسماء الوفيات وفي بداية الصفحة أسماء تتمنى لو كانت من الوفيات!
يشترون أمتار الأراضي بثمن بخس ويستغلون المواطن الفقير في تنتيف جيبه لتزداد ثروتهم ويخنقون أولئك البسطاء حتى يموتوا بقهرهم، يُضرِبون ويُضرَبون يعتصمون ويُعتصَرون يحتجون ويُحتجزون ,, !

هؤلاء هم أبناء قومي السعداء دوماً في أرضهم الحنون!
يتساءلون عن حل .. والحل بين أيديهم، يبحثون عن إبرةٍ في كومة قش -كما يقولون- ولو بحثوا جيداً لن يجدوا قشّا في الأصل ,, !
يحلمون بأن يكونوا سبّاقين في شتى الميادين ولكن أقدامهم عرجاء .. !
وأحلامهم سهلة المنال تصبح كوابيساً بالعادة ,, !
أما آن أوان الحرية .. أم أن أوانها سيكون بعد حين .. وهل هذا الحين قريب أم سيأتي جيلٌ آخر يحمل معه مشعل آمالنا نحن؟!

أرضنا الحنون .. من نكون ؟!
أجيبينا .. فقد مللنا السكون .. !
أو انحرينا .. فقد ضاقت بنا السنون ..
فلنبحث بين شواهد تلك القبور .. 
عن قبرٍ يحتضن أبداننا .. 
بعد كل هذا الجحود .. بعد كل هذا الجمود .. 
بعد أن ملّتنا الحلول .. 
بعد أن أنكرتنا العيون .. 
من نكون ،


أبناء قومي السعداء ..... بقلم: قاصدخير