السبت، 17 مارس 2012

الثــــــورة الكويتيــــة الأهليـــــــة

ج ـيلوتين، طبيب فرنسي اخترع (مقصلة الإعدام) وسميت باسمه بالإنجليزية، فكرة اختراعها لم تكن سوى لقمع الثورة الأهلية الفرنسية التي حولت القارة الأوروبية من المسيحية إلى اللادينية، ولعل أبرز سمات الثورة الأهلية في فرنسا أنها اتخذت شعاراً مميزاً بعنوان (الحرية-الإخاء-المساواة)!
أن يُنادي أولئك الكفرة بهذه القيم المتعارف عليها في فطرتنا الإسلامية لشيءٌ نفتخر به نحن المسلمون، ولعل القارئ لتاريخ تلك الثورة يعرف تماماً أن تلك الفتنة (الشريفة)   بدأها أولئك الفقراء في فرنسا باحثين عن لقمة العيش والتحرر من ظلم الإقطاعيين من جهة ورجال الدين من جهة أخرى!
هنا الكويت!
حيث جيلوتين يُبعث إلى الحياة بشكل آخر، حيث الفقراء هنا يئنون من وقع ظلم (سلم الرواتب)!
حيث بدأ المواطنون الذين لم يفهموا معنى الثورة في حياتهم بإعلان ثورتهم بشكل مغاير!
إضرابات بالجملة تشهدها البلاد في محاولة جادة للبحث عن العدالة في تقسيم الكعكة الكبيرة، والكل لديه الحق فيما يذهب إليه، فالكويت لا زالت لم تستوعب دروساً عديدة في سياساتها مع شعبها الذي يعشق ترابها للغاية، ولا زال الكثير ممن يؤمنون بأن الكويت للكل وليست حكراً على فئة دون الأخرى يطلقون تهديدات فراغية في محاولة حث الحكومة على تبنّي حاجاتهم التي باتت ترهق كاهلهم وتجعلهم ينظرون إلى الآخرين ممن تحققت أمانيهم بعينٍ من حسد وعينٍ من حقد !
أبناء الوطن يستحقون كل خير، وهذا ما يقولونه أولاة الأمور ولكن لا زال الخير قليل في بلدٍ يطفو فوق بحر من النفط الغزير ولله الحمد والمنّة من قبل ومن بعد، والمنظومة الخليجية من حولنا تراعى هذه المسألة بعينٍ جادة وتقفز بالحلول تلو الأخرى حتى تصل مع الفرد إلى صيغة توافقية ترضي جميع الأطراف!
لسنا بحاجة أحد، فبلادنا زاخرة بالموارد التي تُغطي حاجة الفرد، ولكن الشعور بالذل جعله يتّخذ أساليباً أشبه بالثورة الفرنسية، ولكننا لا نتمنى فعلاً أن تؤول الأمور إلى مقصلة جيلوتين والتي نتحسس برودتنا بين الحين والآخر خلف رقابنا!
كاتبُ صحفي ذكر في تويتر أن الإضراب لأجل زيادة الرواتب والميزات مع اللامبالاة بالإضرار بالناس دليل على أن حب نقود الوطن أعظم من حب الوطن نفسه (عند البعض)!
ناقشته حول ما ذهب إليه قائلاً له: لست ممن يؤيدون الإضراب على حساب مصلحة الوطن ولكنّني ألتمس لهم كل العذر، ولعل طريقتهم خاطئة وكان من الاجدر الإضراب المؤقت وتوصيل الرسالة للمعنيين حتى ينالوا حقوقهم، ولكن أن نصفهم بوصف الطمّاعين وهم يجدون غيرهم ينعمون بخير البلاد فهذا لا يجوز ..! فكان رده: أنني قلت البعض ولم أقل الكل !!!
ما أراه شخصياً أن سياسة الدولة لا بد أن تتغير، وأن تراعي التضخم الإقتصادي الذي لا زال في ازدياد ونحن لا زلنا نعيش على قوانين سنة 1960، وأن يكون هناك موازنة فيما يدخل للبلاد من أموال وفيما تنفقه على مشاريعها التنموية من جهة وحاجة الفرد من جهة أخرى، مع العلم أن مشاريع التنمية لا زالت (مكانك سر)!!
لا تلوموا ثورة الكويت الأهلية ولكن أخشى أن تكون نتائجها كنتائج الثورة الفرنسية التي نجحت في التخلص من ظلم الإقطاعيين لتعاني بعدها من ظلم الرأسماليين .. وكأنك يا زيد ما غزيت !



الثورة الكويتية الأهلية .......بقلم:قاصدخير

الثلاثاء، 13 مارس 2012

اللــــــه يـــــا هــــــادي

أ خاف كثيراً من التطفل على (مشاعري)، فالعبور من فوقها يحتاج مني إلى مغامرة كبرى، قد أكون فيها خاسراً وقد أربح فيها كل شيء !
ما كانت تلك المشاعر سوى أنهاراً متدفقة في النفس البشرية، وكثيراً ما قلت لنفسي أنني أختلف كثيراً عن أولئك البشر في أهوائي وتنجماتي وتنبؤات أيامي القادمة، لدرجة أني بت لا أثق بنفسي كيف يمكن أن أمارس يومي الإعتيادي كما كنت أمارسه قبل ثوانٍ قليلة!
ضوضاء مشاعر تصرخ في داخل تلك التجاويف المظلمة، طرْقٌ شديد يجعلني أسهر بطريقة مزعجة، أفتقد السلام الداخلي في البقاء هادئاً، في البقاء مرتاحاً، وأجيد التمثيل على البقية، في المقابل لا أجيد التمثيل على نفسي أنا .. وأنا هذه متعبة للغاية، فكثيراً ما كنت أحلم بصباح، أستعيد فيه الأنا، بعد أن كنّا نعيش دون الهمزة، وكان كل شيءٍ أشعر به يعيش(نا)، يجمع(نا)، يربط(نا)، يفهم(نا).. كيف أستعيد حرفي الأول لأبقى (أ) نا بهذه السهولة المفرطة .. !


لا تتوهوا من أفكاري المجنونة، فقد اعقلوا معي في هذا الجنون الصاخب ثم شاهدوا بأعينكم هذيان النفس البشرية كيف يمكن أن يخلق أديباً على قيد الحياة، يمارس طقوس الكتابة بين أعين المتربصين، وأصوات المتمتمين، وهناك في سوريا من يُغتصب أمام أعين الكاميرات، وهناك في غزة من يُقصف بيته ليُقصَف عُمره معه !
أشاهد بكارة سوريا تُهتّك وأنوثة غزة تُعرّى، ولا سبيل لدينا سوى أن نقنت ليلاً عسى الله أن يكتب نصراً قريباً، نحتفل فيه مع باقي المسلمين بخلع أسنان (الأسد) ليُمثّل فيه كما مُثّل بسابقه الأشر !
نشتهي نحن البسطاء يوماً أبيضاً، صار حراماً أن نحضن حريةً كما هو حرامٌ أن نُحرّف آية قرآنية، ولكن الآيات محفوظة من عند قائلها، فمن يحفظ لنا تلك الديار من خليفة حافظها!


هل تغيّرت طبيعة القلوب الآدمية في نبض العواطف والأحاسيس، تكتنفها أغلفةٌ من الحنان والحب؟!
فأصبحت إسفنجةٌ سوداء عفنة يابسة، شوّهتها يدُ الغسّال، حتى جفّت يديه هو، وتشققت خلاياه، وأصبحت مراهم العالم لا تنعّم أطرافه النتنة.. أم أن قلوب الطغاة تختلف في كينونتها الحمراء النابضة، فتنفث بين بطينيها سُماّ زعاف!
هل ستتغير الأيام؟ أم أن الحد الأقصى للشهداء لم يبلغ عدده!؟
أم أن سوريا التي شرّفها الله ليست بتلك الأرض الممتدة شمال الأردن وجنوب تركيا وغرب العراق وشرق البحر الأبيض المتوسط !؟
أم أن المسلمين مُسلِّمين رقابهم لطواغيت عصورهم، والمشي بجانب الحائط أصبح شغلهم الشاغل وصوتٌ بين الناس يقول ( الله يا هادي ) !




ربنا انصر أخواننا في سوريا .. وغزة ، 
وارحم شهدائهم، 
واحقن دمائهم، 
واكس عاريهم، 
وأطعم جائعهم،
وتوّلهم .. يا أرحم الراحمين .. 




الله يا هادي ... بقلم: قاصدخير