الثلاثاء، 31 يناير 2012

خــازوق الجـاهـــل ~

ل ـم أستطع النوم وبلدي تمزقه نار الفرقة والفتنة، أيّ منامٍ سيحضن أحفاني وهناك أجد من اتخذ (الجهل) آله وبات يعبدها ليل نهار، أليس فيكم رجلٌ رشيد؟! سؤال أطلقه أبونا لوط عليه السلام في فترة مرعبة من حياة مجتمعه، انتشر فيها الفساد الأخلاقي حتى بلغ أوجه، وما ذلك الزمان علينا ببعيد ونحن نرى من يشبه رجالات تلك الدولة، فاردي عضلاتهم وقد طالت ألسنتهم بشكلٍ بشع، وصار لزاماً علينا أن نهدأ ونحكّم عقولنا وننتظر نتيجة تطاول هذا المسخ!! كمجتمع مدني مطالبون بشدة أن نحترم سياسة دولتنا، وأن نتجه إلى القضاء (للقضاء) على تلك الحشرات العفنة، وأن ننظر إلى بلادنا بعين الرأفة وألا تمزّقها أيدينا بعد أن مزّقتها تلك الألسن بنَفَسِها المأفون!! ما جرا بالأمس من سبٍ تلته انتفاضة عارمة انتهت بالحرق والتوعد كان مخططاً له منذ بداية الانتخابات، فنزول ذلك الأفّاك ومن يشبهه فكراً وحديثاً كان هدفه زعزعة النظام في بلدٍ لا زال يبحث عن حلٍّ يُرضي جميع الأطراف!! ولعل الرقة في هذه الأمور ليست في محلّها، فأمثال من يبحثون عن الفوضى يجب أن تُمارس معهم طقوس الدولة العثمانية القديمة، حيث (الخازوق) كان حلّاً جذرياً لمن يفكر بالخروج عن النص، والسير ضد التيار، (والتغريد) خارج السرب!! أحداثٌ مثيرة كل ليلة في بلدٍ يتهجأ الديموقراطية ويتلعثم بحروف السياسة، لماذا لا نرى هذه الإثارة في بلاد الكفر، أو لماذا لا تكون بهذه الحدّة في بعض البلدان الإسلامية؟! هل لقوة حكوماتها وقرارات الردع التي يمتلكون؟! أم أن (المشرّع المحلي) عطانا عين زيادة عن اللزوم؟! نشتهي النوم الهادئ، فمنذ فجر ٢ أغسطس ونحن بحالة قلق يخالطه الأرق، لم نعد نثق بصبحٍ جميل، وإن جاءنا الصبح يحمل نبأً ساراً لم يخنه الليل إلا وأتى بأحداثٍ مشتعلة!! نحتاج لضبط النفس والهدوء والعودة إلى العقلانية في اتخاذ القرارات المصيرية! قرأت لأحد المغردين كلمة جميلة، لعلي أختم بها مقالي وأعود إلى النوم.. عدم ضبط النفس ضيّع فلسطين!!


خازوق الجاهل....بقلم: قاصدخير  

الخميس، 26 يناير 2012

بطيخة الساحر وشرط السكين ~

ل ـم يكن سوى طالباً في إحدى الجامعات الخاصة غير المعترف بها في وزارة التعليم العالي لدولة الكويت، ولكن طموحه في نيل درجة الدكتوراه في الحقوق جعله يدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقه وينهي مسيرته التعليمية ويسهّل أمره (اسهالاً عظيماً) وبعد الحصول على الشهادة يحلها حلّال ونشوف واسطة تقبل شهادتنا!
والظاهر إن الدعوة كانت في بداية الفجر لحظة كانت جميع الأدعية مستجابة، ليجد نفسه في الغد وزيراً للتربية والتعليم العالي!
انهبل وصار مجنوناً يركض بين الأزقة يضرب الأبواب بشدة صائحاً بهستريا (لقد صرت وزيراً .. لقد صرت وزيراً) .. ولعله كان ينقصه أن يذهب إلى ما ذهب إليه (أرخميدس) عندما اكتشف قانون الطفو فيركض عرياناً بين الناس ليقول كلمته المشهورة وجدتهاااا !
لبس بشته الوزاري الذي كان في الماضي عباءةً على أجساد سالفاته، ثم حاول الرئيس قدر الإمكان أن يضمه إلى جناحه ونجح بالفعل أن يكسب ولاءه ويطبّق سياساته من باب (فيدني وأفيدك) .. !
تطوّر الأمر ليجد نفسه ملكاً فعلياً لهرم تربوي قيل عنه أنه مقلوبٌ بشكل مرعب، فحاول أن يجد حلّا سحرياً ليعيد الأمور إلى نصابها.
سألوا هتلر عن سر انتصاراته المتتالية فقال (اكذب ثم اكذب حتى يصدق الناس كذبتك!!)، فكان هذا ديدنه الذي بدأه مع المعلمين أنفسهم أيام الكادر، ثم مع الأعضاء في مجلس الأمة، ثم تطوّر الأمر فكذب على الصحافة وأولياء الأمور ثم انتهى بالكذب على الطلبة وطعنهم من الخلف!
لن أسترسل في خلفيات كل كذبة ولكن سأكتفي بالنهاية العظيمة التي آلت إليها الأمور، والتي أدمعت عيون الطلبة وأشعلت قلوب الآباء والأمهات كمداً وحقداً على شخصه الكريم!
العام الماضي شهد النسبة الأعلى من الطلبة (المتفوقين) وليس الناجحين في تاريخ دولة الكويت، أعداداً كبيرة لهم كل الحق -حسب سياسة الدولة- أن يجدوا مقاعد لهم في الجامعة -الوحيدة- حتى يواكبوا مستقبلهم الطبيعي ويمارسوا حقّهم -كغيرهم- وتسير عجلة التنمية!
ولكن ما حصل أن الأعداد لم تجد لها مكاناً يسعها، فأصبح بعضهم خارج أسوار الجامعة، ليستذكروا معنا الجملة الشهيرة التي كانت خلف أغطية البيبسي (شكراً حاول مرة أخرى) !
وشوشة في أُذن الساحر من الرئيس قالت له: أصلح الأمر بسرعة ولك كل الصلاحيات .. 
اجتمع مع قيادييه (المهلهلين تربوياً) الذين وجدوا أنفسهم فجأة على رأس الهرم ليديروا منظومة تربوية وهم كما نقول بالبدوي :- ما أسرّحهم بغنم!!
اتفقوا على التالي:-
1- بما إن المعلمين ما عرفوا يضبطون العملية سنعاقبهم بـ إراحتهم، ونمنع عنهم ممارسة العُرف القديم في وضع درجة الأعمال، ونجعل كل الدرجة على الإختبارات.
2- تعديل نظام الدرجات بحيث يصبح الطالب الراسب في النصف الدراسي الأول راسباً في نهاية العام الدراسي أو على أقل تقدير ينجح بمستوى مقبول.
3- توصيات شديدة اللهجة على جميع الإدارات المدرسية بمنع ظاهرة الغش الدارج منذ سنين باستخدام الهواتف النقالة، ومعاقبة المهملين من المدراء بالأمر الذي نراه نحن (السحرة) مناسب!!
4- نضع -كوزارة تربية- اختبارات الطلبة لاختبار نهاية الفصل الدراسي الأول ونهاية الفصل الدراسي الثاني (واحنا نتصرف مع الطلبة)!
وقال كما يقولها شعراء القلطة .. (خلوووها) !!
ومثلما أرادوا في النهاية حصل، ونجح الساحر في تطبيق الخطة بحذافيرها، وقلّص بشكل كبير الكمية المتوقع تخرجها مع نهاية العام الدراسي، مما سيؤدي إلى موازنة مناسبة للدولة ... ويا دار ما دخلك شر !

انا مع فكرة الموازنة ولكن ليس بهذه الطريقة، ليسوا عبيداً لديك تستعبد أحلامهم وطموحاتهم بهذه الطريقة القاسية، ليسوا سوى بضعة أجساد تبحث عن درجة مناسبة ليحققوا مستقبلهم كما حققته أنت وأنا وغيرنا ممن تجاوز فترته الدراسية بالطريقة (الطبيعية)..
ساحرنا كبائع البطيخ، وهذا ما قلته لأحد زملاء المهنة، يريد أن يبيع التربية بيعاً لا أن يهبه لأحد، وعلى الشاري أن يختار من بين البطيخ المعروض، فإن عجبته إحداها أخذها وهو لا يعلم حقيقة أمرها، أو أن يطلب من البائع أن يختار هو.. 
فيضرب على سطحها بقوة، ويبتسم ابتسامةً صفراء ويقول خذ هذه فهي الأنسب .. وإن لم يعجبنا رأيه .. كان الحل الأخير (شرط السكين) !!
أين الحل فيما حصل .. !؟
أراه بسيطاً ويحتاج فقط إلى شجاعة من شخصين، أولهما الساحر نفسه، عليه أن يقص الحق من نفسه، ويستقيل غير مأسوف عليه !
وثانيها سعادة الرئيس الجديد أن يختار لنا (تحفة) أخرى تعرف تماماً من أين تؤكل الكتف التربوية وكيف يصل بقارب التربية إلى بر الأمان!
تعيين رأس جديد (فاهم تربية صح) يصلح من جديد من أفسده الدهر، وبالمناسبة فإننا نحتاج بالفعل إلى معجزة حتى (نعود) إلى مسارنا الصحيح الذي تهنا عنه منذ سنين مضت !!


* ومضة *

الطلبة يغنون للوزير: أمنتك عليّ عشان لئتني مصدأك .. 
الوزير يرد: وعدتك في وقت الجد جنبك ح تلاقيني
الطلبة يردون: أسهر على راحتك وراضية أتعب معك ..
الوزيرة يرد: وإن ما تشلكش الأرض أنا شيلك في عيني
ويكمل الوزير:- أطمنك .. يا حبيبي من أولها .. سكتنا لو عاندتنا بكملها 
دنيتنا لو تعبتنا من عمايلها .. بالصبر أنا وانته نستحملها .. 
يرد الطلبة: على قدنا ح نعيش مع بعضينا وحبنا من الدنيا بيكفينا .. ده انته وانا ولا عمرنا تمنينا ..
غير بيت صغير وباب مقفول علينا !!


بطيخة الساحر وشرط السكين .... بقلم: قاصدخير



الجمعة، 20 يناير 2012

أيــــــام مفصليــــــة

ن ـعيش هذه الأيام الإستثنائية في حياتنا ككويتين نبحث بين أكوام قش اليأس عن إبرة أمل تعيد إلى إمرأةٍ عجوز كويتية بسمةً وإلى مسنٍّ ملأت ظهر كفيه التجاعيد فرحةً وإلى شاب طموح ثورةً عارمة وإلى فتاة هادئة استكانة المحاربين !!
عندما يتحدث أحدنا عن أمرٍ قديم حصل في الماضي نسأله دائماً (قبل الغزو أو بعد الغزو) .. لأنها فترة مفصلية مهمة في حياة الكويتين بلا منازع، كويت يوليو1990 تختلف تماماً عن كويت فبراير1991 والمسافة الزمنية 7 أشهر فقط !
ولكن بشراكم أيها الكويتين فقد أصبح لدينا فترة مفصلية جديدة نستطيع الحديث عنها مدتها سنتين كاملتين ابتداءً من مجلس 2009 وانتهاءً بحلّه التاريخي 2011 وكأن هذا العام أبى أن ينتهي قبل أن يُطلق صافرته النهائية على مشهدٍ كويتيٍّ عظيم يفتخر به جيل الشباب ويتشدق بعظمته من استفاد في النهاية، وإن يكن؟!
تمتاز الفترات المفصلية بتوقف الحياة تماماً وتمتاز أيضاً بالنهوض بقوة، ولعل الفترة المفصلية الأولى شهدت تلك النهضة المرجوة والتي حسب رأئي الشخصي كانت نتيجة صفاء القلوب وانكسار الجسد الكويتي ولعل العواطف الكويتية آنذاك بلغت عنان السماء حتى بات السني السلفي المتدين لا يهنأ له بال حتى يرى جاره الشيعي المتشدد راكناً سيارته داخلاً بيت أهله قبل أن ينتصف الليل، والأمر سيآن بالنسبة لحبايبنا الشيعة.
ولكن مجلس 2009 خلق منّا كائنات متوحشة للغاية فقد صار الشخص فينا يتوجّس خيفة من أبناء جلدته وعمومته، ويخشى على نفسه كثيراً فصرنا نترقب حرباً أهليةً شبيهةً بحروب لبنان الأهلية في ثمانينات القرن الماضي، وانبثق من داخل مجتمعنا بعض الحركات الغريبة في ظل وضع سياسي مشحون بإمكانه في أي لحظة القيام بثورة كبيرة تستطيع من بعدها تدنيس قبة عبدالله السالم إذا أرادت !!
هل أنا ضد الحركة الشعبية؟!
لا وألف لا، كنت أول الفرحين بما آلت إليه الأمور ولكنّي أتحدث بصورة عامة عمّا حصل في بلدٍ صغير نتأمل منه الكثير!
كان حلماً جميلاً رائعاً ولكن تشوبه بعض الأحداث المؤلمة في حقّنا ككويتين -صرنا فرجة للي يسوى واللي ما يسوى!- ولكن نحمد الله على كل حال، ونستذكر صالح النهام  يهمس في مسامعنا .. خيراً رأيت !
تفسير ذاك الحلم كان جميلاً أيضاً فقد رحل إلى الأبد واستعدنا بعض الهيبة بعد أن -مصخرتنا- الأيام وجعلتنا (بيزة ما نسوى) في عيون الشامتين من الجيران الأفاضل !!
نعود إلى أيامنا المفصلية، وأكرر ما قلته حول فكرة النهوض بعد التوقف؛ وأولى خطوات النهوض هي انتخاباتنا القادمة في فبراير القادم، ولعل عزاءنا الوحيد أن شعب الكويت احتاج إلى 19 عاماً حتى بدأ ينضج سياسياً وصار قادراً على التمييز بين الصالح والطالح ومن سيَلتصق به مسمى قبيضاً حتى آخر حفيد من أحفاده قبل أن تقوم الساعة ومن سيكون اصلاحياً ومن يستحق أن يمثل الأمة ومن حامض على بوزه يمثلها .. !
سننتظر الأيام القادمة حتى تفقس بيضة الديموقراطية عن كتاكيتها، ونرى من وُلد دجاجةً مرعوبةً ومن خُلق ديكاً صدّاحاً !!
حفظ الله الكويت وشعبها من عين، حاسدة ونفسٍ حاقدة وروحٍ شريرةٍ ظالمة..


أيام مفصلية .... بقلم: قاصدخير

الاثنين، 9 يناير 2012

متناقضــــــات كويتيــــــة

لـــ ا تثور العواصف إلا في البلد الهادئ ..!
من مأثوراتي التي لم يسعني الوقت أن أدوّنها في كتاب أو مقال سابق، لذا قد آن أوانها وحان إطلاقها في بلدٍ صغير تعلّم أبجدية الخبث السياسي في العام 1990 عندما ذاق مر الخيانة من جاره الأزلي الذي مارس دور الذئب في حكاية ليلى وارتدى زي الجدة ببراءة فصدّقتها الفقيرة واستسلمت لأنيابها الحادة .. 
هنا الكويت .. 
مَن ظنّ أن وحي السلام قد انقطع فقد أخطأ بالتعبير، فمهبط الوحي هنا في أرضنا؛ دولةٌ فيها جميع أطياف المجتمع، والعديد من المذاهب والديانات، تجد فيها المسلم سنةً وشيعةً، وتجد فيها البهرة والمسيح، وعاش فيها 100 عائلة يهودية في الماضي*، ذوو البشرة السمراء الحجازية المالحة يُشكّلون مع ذوي البشرة البيضاء الفارسية مزيجاً كويتياً جميلاً، مقروناً ببعض الدماء الأناضولية والشامية مع رشّة عذبة من اللكنة العراقية، وحتى لو أردت البحث بين الوجوه الآسيوية ستجد كويتياً يتحدث الهندية أو الفلبينية بطلاقة !!
شعبٌ نتحدى به الولايات المتحدة الأمريكية في اتحاد الأجناس والأعراق والأديان، غاص معاً وبنى أسواره الثلاثة معاً وعانى الطاعون معاً وخاض المعارك معاً ودافع عن أرضه معاً وتبهذل في آخر عمره (معاً) !!
الشعب الوحيد في العالم الذي يهمّه أمر كل العالم !
فلو أن فيضان نهر اليانغتسي في الصين ضرب ضربته لوجدت الكويت كلها تحدثت عنه وحللته وتداولت نتائجه وآخر أخباره، ولو بركان إتنا الصقلي ثار لوجدت الجهرواي يتحدث من ابن الشامية عن تأثيراته المناخية على طقس الكويت!!
نملك من المتناقضات ما تجعلنا غريبي الأطوار، ولعلك تحتاج فقط إلى فتح صفحات إحدى الصحف المحلية لتكتشف هذه الحقيقة، وعليك أن ترى .. 
في صفحة المحليات، على الصفحة اليمين هناك من يكتب رسالة يطلب فيها الطلب والمعونة من أحد رجالات الدولة، وعلى الصفحة اليسار ألف مبروك منحة لكل مواطن!!
وفي صفحة الإقتصاد تجد فى الصفحة اليمين انهيار البورصة وإشهار إفلاس الشركة الفلانية، وعلى الجانب الآخر تجد مبروك للفائز بجائزة سحب (البطيخ) بمليون دينار كويتي!!
وفي صفحة الرياضة تجد على الصفحة اليمين بطل الكويت للمعاقين يفوز بذهبية المبارزة ويرفع اسم بلده عالياً، وعلى الصفحة اليسار إعلان بالخط العريض منع رفع علم الكويت في الأولمبياد !!
هنا الكويت .. 
البئر التي لا تنضب والعين التي تجف، مؤشر حياتها متوتر دائماً** يعلو ويهبط بجنون، وعلينا نحن الشعب أن نعيش حياة الحرباء فنتلوّن كما يجب -مع الاعتذار الشديد لمن خدشت هذه الكلمة حياؤه- ونرى كيف يسر المركب فنهتز يميناً وشمالاً حتى نثبت في مكاننا!
لا تثور العواصف إلا في البلد الهادئ..
وكم كنّا هادئين مسالمين، حتى أصبحت الديار الكويتية مرتعاً للفاسدين، وقبلةً للمرتشين!
هنا الكويت .. 
كلمةً صار صداها يُقال فقط في الإذاعات الرسمية، أو في بعض مقالات الكتّاب الصحفيين ممن يريدون الإستظراف فيضيفون عليها جملة فعلية من باب الإستهزاء (صلْ على النبي!!)..
ستموتون -طال عمركم- وستبقى الكويت أبيةً عزيزةً، لن ننظر بعين الحسد لمن حولنا ممن حباهم الله بنعمة ورخاء لأننا قادرون، بعون الله قادرون، وسنُرسل حماماتنا الزاجلة إليهم ليقرؤوا كم صبرنا على أنفسنا، وكم نستحق أن تعود عجلتنا للدوران بعد أن غطتها صدأ العجز والفساد .. وستشهدون !


* كان يقطن في الكويت 100 عائلة يهودية تم إجلاؤهم عام1947 بأمر الشيخ أحمد الجابر الصباح
* * اللهم لا تجعل مؤشرنا يسير على خطٍّ مستقيم .. !


متناقضات كويتية ... بقلم: قاصدخير


الأحد، 8 يناير 2012

أيـــن .. فـــي ؟!

ت ـعوّدنا خلال أفلام الرعب على مشهد كثيراً ما يتكرر يتمثل في أن المجرم يدخل بيت البطل ويحاول قتله، فيختبئ البطل في القبو ويتصل بالشرطة ويخبرهم بالعنوان، وفي هذه الأثناء يجد المجرم البطل وقبل أن يقتله يدق جرس الباب، مما يُجبر المجرم على إخفاء الضحية في أي مكان مربوطاً ويخرج إلى الشرطي بوجهٍ بريء ليخبره أنه لم يتصل ولعلها مزحة من أحد الأشخاص، ولسان حالنا نحن المشاهدون نقول (( يا خي ادخل وتأكد، حرام تخلي البطل مع المجرم ))!
في هذه الأثناء وقبل أن يتحرك الشرطي مغادراً يستطيع البطل إصدار صوت من القبو وما أن يستدير الشرطي للباب مرةً أخرى حتى يضربه المجرم بالمجرفة على وجهه ويسحبه داخل المنزل ليُكمل ما قد بدأه !!!
هذا بالضبط ما يحصل حالياً في سوريا؛ مجرمون اختاروا مهنة القتل عوضاً عن مهنةٍ شريفة فبحث المظلومين عمّن يحفظ شرفهم ويحمي أولادهم ويصون أعراضهم فأرسلوا بعض المراقبين ليروا بأعينهم آثار تلك (الأخبار) ويقارنوها بالأدلة التي لديهم، ليكتشفوا أن الوضع (عال العال) والحياة سعيدة وجميع ما يتم تداوله هو بعض المخربين والإرهابيين ممن يعيثون بالأرض السورية فساداً وأن النظام السوري يقاتل في سبيل حماية شعبه من بطش أولئك الأوغاد !!
وسيغادر المراقبون .. ولسان حالنا نحن المشاهدون ((يا خي ارجعوا .. تأكدوا .. حرام تخلّونهم مع المجرمين)) ..


تذكرون تلك اللعبة البسيطة التي كنّا نمارسها صغاراً، لكل منّا قلماً وورقة، أحدنا يكتب عشرة أسئلة تبدأ بـ أين .. 
والآخر يكتب عشرة أجوبة تبدأ بـ في..!
ومن ثمّ يسأل الأول سؤاله الأول بـ أين (كذا) فيجيب الآخر .. في ال (كذا) ..
وكلما كانت الإجابة منطقية علت ضحكاتنا البريئة الصادقة وكتبنا على الورقة صح بالخط العريض وتداولناها بيننا وبين أخوتنا وقضينا ليلنا نحكيها لأنفسنا ونضحك .. !


هي بالضبط ما يمارسه المراقبون والنظام السوري.. 
الأول يسأل أين الثورات العارمة ؟
يجيب الآخر .. في (مخيلتكم) !
أين صيحات البشر التي سمعنا عنها ؟
في (شاشات الفضائيات العربية المفبركة) !
أين المآذن التي قُصفت ؟
العَمَى .. لَكْ في (حدا بيسترجي يئصف بيت ربّو)
أين الجثث ..؟
في مشرحة كل مشفى تجد جثة خيو  .. وين الغريب؟َ!
أين تتجه سوريا ؟!
يعني شو .. وين تتجه.. هيدي سوريا .. تتجه في (عون الله) إلى العُلا والمجد .. !


ثم ترى تلك الوجوه المكسوة بقبعة برتقالية، شاحبة فاقرة .. تتحدث عن بعض القنّاصة على السطوح، ويتعذرون لهم أولئك الحمقى بأنهم حافظي أمن أُعدّوا خصيصاً لاستقبالكم استقبال الأبطال .. !
هل هانت عليكم شام العروبة يا عرب ... ؟
أم هان عليكم قبر الوليد .. ؟!
ليت شعري لو كان حيّا يُرزق .. لما غابت شمس الشام عن سمائنا.. ونطقت تلك الألسن الحمقاء ..
رحم الله شهداء العروبة جميعاً .. ولكم أيها الثكالى دعاءٌ لا ترده حُجب .. فارفعوا أيديكم وشقوا صدوركم واصرخوا بحرقة المظلومين .. فـ سوريا تحتضر، فلقنوها الشهادة .. وذكّوا تلك (الرقبة الطويلة) !




أين .. في ؟ .. بقلم: قاصدخير

الجمعة، 6 يناير 2012

صمــت القبــــــور

ن ـحن شعبٌ نقتات الذل (النفيس) عِوضاً عن زاد الكرامة (البخس)، لن أكرر ما يقوله الكثيرون ممن ينادون بالعروبة بأننا شعبٌ ثوريٌّ أشم، نجبر الليل أن ينجلي ونقسى على القيد حتى ينكسر !
جميعنا دون استثناء بضعة دروايش على باب الله جمعهم صمتهم وبعض هَبَلِهم ليكونوا ضعفاء وسط غابة من السياسيين الذين اكتشفوا سر اللعبة ولم يرضوا بالقليل، فكانت (سقف مطالبهم) حُكماً أبدياً في مقابل (أرضية مطالبنا) العيش الكريم !
كلما ثارت أجسادنا وتعالت صرخاتنا كان الدينار كالشريط اللاصق على الأفواه متناسين أن انسداد الفم يؤدي إلى الاختناق دوماً، وَوَضْعُنا كأجساد تفهم نظرية الحركة الروتينية ترى دائماً بأن أي تغير في النظام هو كُفرٌ بآلية صمّاء تحت مسمى (القدر الربّاني)، غير أن الله سبحانه وتعالى دعا في محكم تنزيله إلى العمل، ليراه هو ورسوله والمؤمنون لا أن نحلم به ونتحدث عنه ونفخر به !!

كلما زاد الجوع الفطري زادت قابليتنا إلى التهام الفضلات، ولكن أن تجوع أرواحنا لحرياتنا فترانا مستعدين لالتهام الأجساد الحية!!

السؤدد والعزة والكرامة أصبحت عناويناً جميلة لبعض طلبة المدارس في حصة التعبير فقط، وكم يُضحكني أن المعلم يريد من الطالب الاستشهاد بقصص من الواقع تحكي بطولات المسلمين فلا نجد إلا تاريخاً ناصعاً انتهى منذ مئات السنين..
الرغبة في التغيير تحتاج إلى قلوب صادقة، وأرواحٍ تقترب من الإيمان المطلق بالله عز وجل، وواقعنا العربي الإسلامي مؤلمٌ للغاية، ولست هنا بصدد الحديث عن ثوراتٍ خلقتها أفكار الشباب أو أجندات دخيلة على مجتمعاتنا، فهذا المنطق قد ضرب مطرقته على طاولة الأحكام وأصدر حكمه، حتى لو تأخر تنفيذه ما الضير؟!
فنحن العرب قد اعتدنا على تنفيذ الأحكام متأخراً !!

ولكني هنا أحتاج إلى أن أقف قليلاً حول آلية (التفكير الرئاسي العربي) !
تُصوّر لنا الدراما العربية السياسية الأنظمة الموجودة بقمعها وردود أفعال ساستها وجحودها وقوتها كما هي في العصور الوسطى حيث اغتيالٌ صارخٌ للحريات والاكتفاء بقانون الديكتاتورية، ولعلهم اقتربوا كثيراً من الحقيقة التي نعيشها..
فالرئيس العربي يشعر وكأنه كالملك في مملكته، كالأمير في دولته كالسلطان في سلطنته، متناسٍ صناديق الإقتراع وإرادة الشعب ووجوده الفعّال في الشارع، والملاحظ أن الرئيس يفرح بنجاحه قبل أن تزول بصمة الانتخاب من إبهام الشعب !!

لا زلنا في نفس العجلة القديمة ندور ونطحن أفكارنا وهمومنا اليومية، فهناك من يفكر في عمله أو عائلته أو حتى (عشقه)، ليس هناك وقت للجلوس طويلاً في تلك الميادين المغبرة التي امتلأت بأدخنة السيارات، رافعين بعض اللافتات الطويلة، وهناك في الأفق البعيد يجلس أخينا بالله يُدخّن غليونه الفاخر ويستمع إلى من هم حوله بأن الأوغاد سيملّون الجلوس، وأنك باقٍ ما بقى الدهر، ولكننا نحتاج إلى بعض القرارات المصيرية -سيادتكم!!-
فيلتفت إلى الأزهار المزروعة تحت قدميه فيقطف واحدة، ويشمها بعمق ورومانسية العاشق، ويتذوق (الإشطة) الممزوجة بالعسل الصاقي، فيرد على ذلك الكلام الغريب على مسمعه .. ((ولم لا !! ولكن دعوني وشأني .. !))


صمت القبور .... بقلم: قاصدخير

الأحد، 1 يناير 2012

هبّــــات ماكتشيكنيـــة !!

أ كاد أقسم أنه لو قام أحدٌ ما في خليجنا العربي بقراءة عنوان المقال لاعتقد في قرارة نفسه أنه أمام كاتبٍ ألماني ذو أصول هندية قرر التحدث بالعربية!!
وأقول خليجنا العربي لقربهم الجغرافي وتشابه لهجاتنا حتى وإن اختلفت فإننا في أسوأ الإحتمالات نستطيع استنتاج المعنى أو الاقتراب منه!
لذا اسمحوا لي تفسير معنى العنوان حتى لا يُقام علي الحد الأدبي وأُنفى إلى الأسكيمو، مع منع زيارة الأقرباء!!
ولكي نصل إلى المعنى اللفظي فإننا نحتاج إلى العودة بالزمن قليلاً إلى الوراء، تلك الفترة التي شهدت انتشار أجهزة الهواتف النقالة الحديثة فأصبحنا ثلاثة شعوب لا رابع لنا!!
بلاكبيريين وآيفونيين وسامسونغيين.. مع خالص الإعتذار لآلآم الحنجرة الناتجة عن نطق تلك الكلمات..
فالقرن الحالي قدّم لنا حلقةً جديدة من مسلسل الإنسانية الطويل بعنوان "كيف نقتل الفكر؟!"
مصطلح الهَبّة بتضخيم الباء تعني الموضة الدارجة والتي تنتهي بانتهاء -الدودة- القابعة في بطون من يؤمنون بالهَبّات، وهم غالباً
جيلٌ من الشباب ممن مُنحوا فرصة الظهور الأول أمام الشاشة ليقدموا عرضاً أولاً، وبسبب اختفاء جيل الروّاد فقد تسيدوا الساحة وباتوا في الصدارة!!
لست متشائماً مما يحصل لأنني فقدت الأمل أصلاً، فما عاد التشاؤم ينفع أو حتى بصيصَ تفاؤلٍ زائف..
هنا في كويتنا خرج من (البيضة) جيلٌ يرتدي الغريب من الثياب، وصارت الأكسسوارات التي تزين الرقبة والأذرع للذكور بجانب النساء، ناهيكم عن القلعات النسائية المستحدثة والتي لا يوجد لها إرث تاريخي أصلاً!!
ولعل أكثر ما يميزهم عن سواهم هي انحناءة الرأس دائماً إلى الأسفل والضرب المستمر على الهاتف حتى لو كانوا يسيرون على الأقدام؛ فالمحادثات الكتابية أصبحت سمة لهذا الجيل، وأكاد أُجزم أن أحدهم لو خُلق أبكماً -ما عندك أي مشكلة- كما يقولونها أهل الحجاز!
ابتعدوا عن المجالس ذات رائحة الهيل الطيب والنّفَسْ الزكي المفعم بالأحاديث والأخبار التي تجعلك تفكر سبعين مرة في العودة إلى بيتك !!
واقتربوا كثيراً في أشكالهم الخارجية من مغنيي الروك آند رول بتسريحاتهم ولباسهم وهواياتهم..
كل شخص ممن قد تم الحديث عنه  تم تسميتهم "ماكتشيكن" نسبةً لوجبة مكادونالدز الشهيرة والتي بالمناسبة تُعتبر الوجبة الأبرز لهم!
يستحضر ذهني الآن بعض الأعذار لهذه الفئة الكبيرة من الشعب، والتي يجد فيها الماكتشيكنيون منفذاً مقنعاً لنا نحن -الدّقة القديمة-!
التطور المنطقي للشعوب يجبرهم على ركوب موجتهم دون اعتبار لخلفيات قد تحوي مخالفات شرعية، وهنا يستطيعون القول، وهل نحن نطبّق الإسلام حقا؟! فاتركوا عنكم هذه الأمور ودعونا نتقدّم كيفما يحلو لنا ولا تخشوا ديننا فالله أعلم ما في الصدور!!
عذرهم الثاني كما أتخيلهم يقولون، في الماضي انعدمت هذه التكنولوجيا الحديثة ولو كانت متوفرة حينها لتعلمتموها واستخدمتموها وبرعتوا في أدائها، ولكم أن تتساءلوا قليلاً، هل يمكنكم تخيّل أحدنا كـ ماكتشيكني أصيل جالسٌ أمام أحد الكُتّاب ويهز -عُرف الديك- فوق رأسه ويصرخ ب(زَ رَ عَ) والعكس صحيح، هل يمكن أن تُلقي بشاب يرتدي الوزار تحت دشداشته الصفراء في مجمع ٣٦٠ في قلب العاصمة الكويتية الآن!!؟
ولعل آخر الأعذار المنطقية هي ركوب العديد من رجالات الدولة ونسائها موجة التغيير تلك، حتى باتوا ماكتشيكنيين محترمين، يُشار لهم بالبنان لمكانتهم الإجتماعية، وما هو حلالٌ لهم محرمٌ علينا!!!
هنا أقف وقفة أخيرة أسترعى فيها الانتباه، وعذراً على الإطالة!

كونوا كما تريدون ولكن قنّنوا العملية، وفعّلوا المثل القديم القائل لكل مقامٍ مقال، الميك أب الأوفر ماله أي داعي رجالاً ونساءً، وهواتف داخل الحرم المكي والمدني -مال أمها داعي-، فكرة هذا المقال جاءت أثناء السعي بين الصفا والمروة، حينما لفت انتباهي فتاة في العقد الثاني ممسكةً هاتفها البلاك بيري وتضرب بشدة بلا خشوعٍ يُذكر فتُشكر، وكنت أتخيلها تكتب عبر البيبي ماسنجر..
صفا تايم..مروةتايم..صفا تايم..مروة تايم..صفا تايم..مروة تايم..صفا تايم..مروة تايم!
اوف خلصنا العمرة تايم، ثانكس الله!!



هبّات ماكتشكنية....بقلم:قاصدخير