السبت، 13 يوليو 2013

حالــــــة عشـــــــق !


يخشى الكثير من الكتاب التطرق فيما يكتبون عن مصطلح العشق، وذلك من منطلق البعد عن تفسيرات من القراء لما يقصده الكاتب من لفظة العشق، ولعل الأمر يستفحل إلى الدخول في خلجات نفس الكاتب والتي يحاول (كل) الكتاب –بمن فيهم أنا- خلق هالة من الغموض حول شخصياتهم الحقيقية وعواطفهم المخبأة في جوفهم.
ولكني لن أُتعب القارئ الكريم بالمعنى المطلوب في عنوان النص، ولن أجعله يعتقد بأنني سأتحدث عن العشق الخالد للإله الخالق والذي هو أسماهم بلا شك، أو عشق الشخص لوالديه أو لأقربائه أو لأصدقائه، وسأكون مباشراً جداً هنا لأتحدث عن عشق الحبيبة دوناً عن سواها!
كيف يمكن أن نفهم العشق في داخلنا؟ أو ماذا يحدث لنا تحديداً حين نبدأ بالشعور به؟
هل لهذا السهر الطويل من سبب، أو هل لهذا القلق الكبير من سبب، أو هل لهذه العصبية المفتعلة من لا شيء من سبب؟!
أن تعشق، فإنك بالفعل تشبه المجنون في تصرفاته، رغم قمة الشعور الذي ينتابك دائماً من صفاء وشوق ورغبة إلا أن الجنون يبدأ مفعوله كلما شعرت بأن هناك نقصٌ ما في تواجد من تحب بقربك!
فما يُمكن أن نسميه نوماً هانئاً قد يكون لدى العاشقين سهراً مؤلماً، يسحل أفكارنا على إسفلت الليل، ويمزق جلده إرباً إرباً، فلا تقلب قد يفيد ولا طرد الفكرة من أدمغتنا قد تفيد، وهي التي تنضح من عشقها صوراً لمن نحب، وكلاماً غير مفهوم قد يُقال بصيغة الجمع أو المثنى وهي في النهاية شخصية واحدة!!

أتريدون رؤية عاشق؟ انظروا إلى أظافره؟!
لم أذكر متى آخر مرة استخدمت مقص الأظافر، ولكنها كانت تختفي بسهرة شوق تكون فيها أظافري الضحية الكبرى، وفي أثناء مسكي للقلم أشعر بالألم في أطراف أصابعي كثيراً، فالقلق الذي نشعره يجعلنا أشبه بالزومبي، نمشي ولا نرى أمامنا سوى الدمار، ونأكل بعضنا بعضاً ولن نستريح إلا بعد رحيلنا!

توتر أعصابنا كفيلٌ بأن ينهي علاقة حبنا بسهولة، وفي هذه المرحلة تعرف تماماً كمية العشق الذي تملكه لها، وكذلك تتيقن إن كانت هذه الحالة متبادلة أم إنها من طرف واحد، وأنك في النهاية تسير على جرف هار، ستسقط لا محالة وسيقع الآخرون على ظهورهم من فرط الضحك عليك!
كلما كان صوتك عالياً على من تحب، كلما تأكدت بأنك تحبها للغاية، فحالة العشق إحساسٌ غريب يولد داخل الفرد، ويتنفس صوتها ويتغذى على تواصلها ويكبر على تربيتها الدائم فوق قلبك ويشب ناضجاً مع مواقفها المتوالية ويهرم حينما تتصوف العشق وتصل معه إلى عنان السماء، فلا كلمة (أحبك) تنفع حينها ولا كلمة (أشتاق لك) تنفع أيضاً، لأن الإنسان بطبيعته أصبح (عاشقاً وكفى)!

لا أصدق جنون قيس وأشعاره، فربما كان مخبولاً بحق ولم توجد ليلى أيضاً إلا في أشعاره، ولن أصدق عشق عنتر الذي دأب سنينه محارباً مغواراً يريد إثبات نسبه فهو في النهاية لا وقت لديه لعشق إعرابية اسمها (عبلة)!
ولكني أصدق بأن العرب هم من عرف شعور العشق وتلاعب بحروفه جيداً، وأصدق أيضاً أنهم الوحيدين القادرين على إقناع غيرهم بإحساسهم دوناً عن سواهم، وأصدق أيضاً أنهم وجدوا في كلام الحب متنفساً لهم وإثراءً غزيراً للغتنا العربية.
حالة العشق، تجعلنا أحياناً نغضب من الوحدة، والفراغ الذي نُجبر على الخضوع له آفتنا الملعونة، ولعل انشغالنا المتكرر عن شعور الهوى في أعمالنا التي لا تنتهي لا يمكن أن تكون تهمة لنا بأن مقدار حبنا بدأ بالانحسار، ولكن الشخصية التي تخلقها هالات الحب من حولنا هي التي تُشعرنا بالراحة والتوازن العاطفي المطلوب.
كي نصل إلى تلك المرحلة، لا بد أن نعي كيف يمكن استخلاص الروح من جسد من نحب، وكيف نفهم صدق قلبه، وكيف نستوعب تقاسيم وجهه، وكيف نتحدث بطريقة العشاق التلقائية لا بطريقة الروبوتات الناطقة، وأن يكون هناك أمرٌ ما للحديث عنه، فإن حدث وانتهت جميع الأحاديث اعلم أنك تتصنع الحب، وإن حدث هذا الأمر فعلاً فعليك بالعلاج السحري، قل كلمة (أحبك) وستفتح لك آفاقاً جديدة وعوالم أخرى للحديث، وإن لم تنفع !!!!!!!!

حالة عشق....بقلم: قاصدخير

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

ماكنت يومًا من الأشخاص السطحيين الذين يأخذون الأحداث والأمور من ظاهرها ، وهاأنت تُدخلنا عمق العشق بـِ بساطةٍ تتيح للقارئ أن يفهم وبـِ فلسفةٍ نقف مذهولين عندها ..

فلا كلمة أحبك تنفع حينها ولا كلمة أشتاق لك لأن الإنسان بطبيعته أصبح عاشقًا وكفى ..يااااااااه على كمئية الصدق المختزله هنا ..أخيرًا أعلم أن لك أناس يسمعون أفكارهم بـ قلمك فلا تحرمنا !

غير معرف يقول...

آنا آحب إذاً آنا ..مجنونه :)
لذا ..فليتحمل جنوني من احب
وكفى