الجمعة، 20 يناير 2012

أيــــــام مفصليــــــة

ن ـعيش هذه الأيام الإستثنائية في حياتنا ككويتين نبحث بين أكوام قش اليأس عن إبرة أمل تعيد إلى إمرأةٍ عجوز كويتية بسمةً وإلى مسنٍّ ملأت ظهر كفيه التجاعيد فرحةً وإلى شاب طموح ثورةً عارمة وإلى فتاة هادئة استكانة المحاربين !!
عندما يتحدث أحدنا عن أمرٍ قديم حصل في الماضي نسأله دائماً (قبل الغزو أو بعد الغزو) .. لأنها فترة مفصلية مهمة في حياة الكويتين بلا منازع، كويت يوليو1990 تختلف تماماً عن كويت فبراير1991 والمسافة الزمنية 7 أشهر فقط !
ولكن بشراكم أيها الكويتين فقد أصبح لدينا فترة مفصلية جديدة نستطيع الحديث عنها مدتها سنتين كاملتين ابتداءً من مجلس 2009 وانتهاءً بحلّه التاريخي 2011 وكأن هذا العام أبى أن ينتهي قبل أن يُطلق صافرته النهائية على مشهدٍ كويتيٍّ عظيم يفتخر به جيل الشباب ويتشدق بعظمته من استفاد في النهاية، وإن يكن؟!
تمتاز الفترات المفصلية بتوقف الحياة تماماً وتمتاز أيضاً بالنهوض بقوة، ولعل الفترة المفصلية الأولى شهدت تلك النهضة المرجوة والتي حسب رأئي الشخصي كانت نتيجة صفاء القلوب وانكسار الجسد الكويتي ولعل العواطف الكويتية آنذاك بلغت عنان السماء حتى بات السني السلفي المتدين لا يهنأ له بال حتى يرى جاره الشيعي المتشدد راكناً سيارته داخلاً بيت أهله قبل أن ينتصف الليل، والأمر سيآن بالنسبة لحبايبنا الشيعة.
ولكن مجلس 2009 خلق منّا كائنات متوحشة للغاية فقد صار الشخص فينا يتوجّس خيفة من أبناء جلدته وعمومته، ويخشى على نفسه كثيراً فصرنا نترقب حرباً أهليةً شبيهةً بحروب لبنان الأهلية في ثمانينات القرن الماضي، وانبثق من داخل مجتمعنا بعض الحركات الغريبة في ظل وضع سياسي مشحون بإمكانه في أي لحظة القيام بثورة كبيرة تستطيع من بعدها تدنيس قبة عبدالله السالم إذا أرادت !!
هل أنا ضد الحركة الشعبية؟!
لا وألف لا، كنت أول الفرحين بما آلت إليه الأمور ولكنّي أتحدث بصورة عامة عمّا حصل في بلدٍ صغير نتأمل منه الكثير!
كان حلماً جميلاً رائعاً ولكن تشوبه بعض الأحداث المؤلمة في حقّنا ككويتين -صرنا فرجة للي يسوى واللي ما يسوى!- ولكن نحمد الله على كل حال، ونستذكر صالح النهام  يهمس في مسامعنا .. خيراً رأيت !
تفسير ذاك الحلم كان جميلاً أيضاً فقد رحل إلى الأبد واستعدنا بعض الهيبة بعد أن -مصخرتنا- الأيام وجعلتنا (بيزة ما نسوى) في عيون الشامتين من الجيران الأفاضل !!
نعود إلى أيامنا المفصلية، وأكرر ما قلته حول فكرة النهوض بعد التوقف؛ وأولى خطوات النهوض هي انتخاباتنا القادمة في فبراير القادم، ولعل عزاءنا الوحيد أن شعب الكويت احتاج إلى 19 عاماً حتى بدأ ينضج سياسياً وصار قادراً على التمييز بين الصالح والطالح ومن سيَلتصق به مسمى قبيضاً حتى آخر حفيد من أحفاده قبل أن تقوم الساعة ومن سيكون اصلاحياً ومن يستحق أن يمثل الأمة ومن حامض على بوزه يمثلها .. !
سننتظر الأيام القادمة حتى تفقس بيضة الديموقراطية عن كتاكيتها، ونرى من وُلد دجاجةً مرعوبةً ومن خُلق ديكاً صدّاحاً !!
حفظ الله الكويت وشعبها من عين، حاسدة ونفسٍ حاقدة وروحٍ شريرةٍ ظالمة..


أيام مفصلية .... بقلم: قاصدخير

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كما عهدناك ~ مقال في الصميم ،،