الاثنين، 9 يناير 2012

متناقضــــــات كويتيــــــة

لـــ ا تثور العواصف إلا في البلد الهادئ ..!
من مأثوراتي التي لم يسعني الوقت أن أدوّنها في كتاب أو مقال سابق، لذا قد آن أوانها وحان إطلاقها في بلدٍ صغير تعلّم أبجدية الخبث السياسي في العام 1990 عندما ذاق مر الخيانة من جاره الأزلي الذي مارس دور الذئب في حكاية ليلى وارتدى زي الجدة ببراءة فصدّقتها الفقيرة واستسلمت لأنيابها الحادة .. 
هنا الكويت .. 
مَن ظنّ أن وحي السلام قد انقطع فقد أخطأ بالتعبير، فمهبط الوحي هنا في أرضنا؛ دولةٌ فيها جميع أطياف المجتمع، والعديد من المذاهب والديانات، تجد فيها المسلم سنةً وشيعةً، وتجد فيها البهرة والمسيح، وعاش فيها 100 عائلة يهودية في الماضي*، ذوو البشرة السمراء الحجازية المالحة يُشكّلون مع ذوي البشرة البيضاء الفارسية مزيجاً كويتياً جميلاً، مقروناً ببعض الدماء الأناضولية والشامية مع رشّة عذبة من اللكنة العراقية، وحتى لو أردت البحث بين الوجوه الآسيوية ستجد كويتياً يتحدث الهندية أو الفلبينية بطلاقة !!
شعبٌ نتحدى به الولايات المتحدة الأمريكية في اتحاد الأجناس والأعراق والأديان، غاص معاً وبنى أسواره الثلاثة معاً وعانى الطاعون معاً وخاض المعارك معاً ودافع عن أرضه معاً وتبهذل في آخر عمره (معاً) !!
الشعب الوحيد في العالم الذي يهمّه أمر كل العالم !
فلو أن فيضان نهر اليانغتسي في الصين ضرب ضربته لوجدت الكويت كلها تحدثت عنه وحللته وتداولت نتائجه وآخر أخباره، ولو بركان إتنا الصقلي ثار لوجدت الجهرواي يتحدث من ابن الشامية عن تأثيراته المناخية على طقس الكويت!!
نملك من المتناقضات ما تجعلنا غريبي الأطوار، ولعلك تحتاج فقط إلى فتح صفحات إحدى الصحف المحلية لتكتشف هذه الحقيقة، وعليك أن ترى .. 
في صفحة المحليات، على الصفحة اليمين هناك من يكتب رسالة يطلب فيها الطلب والمعونة من أحد رجالات الدولة، وعلى الصفحة اليسار ألف مبروك منحة لكل مواطن!!
وفي صفحة الإقتصاد تجد فى الصفحة اليمين انهيار البورصة وإشهار إفلاس الشركة الفلانية، وعلى الجانب الآخر تجد مبروك للفائز بجائزة سحب (البطيخ) بمليون دينار كويتي!!
وفي صفحة الرياضة تجد على الصفحة اليمين بطل الكويت للمعاقين يفوز بذهبية المبارزة ويرفع اسم بلده عالياً، وعلى الصفحة اليسار إعلان بالخط العريض منع رفع علم الكويت في الأولمبياد !!
هنا الكويت .. 
البئر التي لا تنضب والعين التي تجف، مؤشر حياتها متوتر دائماً** يعلو ويهبط بجنون، وعلينا نحن الشعب أن نعيش حياة الحرباء فنتلوّن كما يجب -مع الاعتذار الشديد لمن خدشت هذه الكلمة حياؤه- ونرى كيف يسر المركب فنهتز يميناً وشمالاً حتى نثبت في مكاننا!
لا تثور العواصف إلا في البلد الهادئ..
وكم كنّا هادئين مسالمين، حتى أصبحت الديار الكويتية مرتعاً للفاسدين، وقبلةً للمرتشين!
هنا الكويت .. 
كلمةً صار صداها يُقال فقط في الإذاعات الرسمية، أو في بعض مقالات الكتّاب الصحفيين ممن يريدون الإستظراف فيضيفون عليها جملة فعلية من باب الإستهزاء (صلْ على النبي!!)..
ستموتون -طال عمركم- وستبقى الكويت أبيةً عزيزةً، لن ننظر بعين الحسد لمن حولنا ممن حباهم الله بنعمة ورخاء لأننا قادرون، بعون الله قادرون، وسنُرسل حماماتنا الزاجلة إليهم ليقرؤوا كم صبرنا على أنفسنا، وكم نستحق أن تعود عجلتنا للدوران بعد أن غطتها صدأ العجز والفساد .. وستشهدون !


* كان يقطن في الكويت 100 عائلة يهودية تم إجلاؤهم عام1947 بأمر الشيخ أحمد الجابر الصباح
* * اللهم لا تجعل مؤشرنا يسير على خطٍّ مستقيم .. !


متناقضات كويتية ... بقلم: قاصدخير


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تسجيل متابعه .. تناقض اعجبني .. شكرا للطرح *****