الأحد، 8 يناير 2012

أيـــن .. فـــي ؟!

ت ـعوّدنا خلال أفلام الرعب على مشهد كثيراً ما يتكرر يتمثل في أن المجرم يدخل بيت البطل ويحاول قتله، فيختبئ البطل في القبو ويتصل بالشرطة ويخبرهم بالعنوان، وفي هذه الأثناء يجد المجرم البطل وقبل أن يقتله يدق جرس الباب، مما يُجبر المجرم على إخفاء الضحية في أي مكان مربوطاً ويخرج إلى الشرطي بوجهٍ بريء ليخبره أنه لم يتصل ولعلها مزحة من أحد الأشخاص، ولسان حالنا نحن المشاهدون نقول (( يا خي ادخل وتأكد، حرام تخلي البطل مع المجرم ))!
في هذه الأثناء وقبل أن يتحرك الشرطي مغادراً يستطيع البطل إصدار صوت من القبو وما أن يستدير الشرطي للباب مرةً أخرى حتى يضربه المجرم بالمجرفة على وجهه ويسحبه داخل المنزل ليُكمل ما قد بدأه !!!
هذا بالضبط ما يحصل حالياً في سوريا؛ مجرمون اختاروا مهنة القتل عوضاً عن مهنةٍ شريفة فبحث المظلومين عمّن يحفظ شرفهم ويحمي أولادهم ويصون أعراضهم فأرسلوا بعض المراقبين ليروا بأعينهم آثار تلك (الأخبار) ويقارنوها بالأدلة التي لديهم، ليكتشفوا أن الوضع (عال العال) والحياة سعيدة وجميع ما يتم تداوله هو بعض المخربين والإرهابيين ممن يعيثون بالأرض السورية فساداً وأن النظام السوري يقاتل في سبيل حماية شعبه من بطش أولئك الأوغاد !!
وسيغادر المراقبون .. ولسان حالنا نحن المشاهدون ((يا خي ارجعوا .. تأكدوا .. حرام تخلّونهم مع المجرمين)) ..


تذكرون تلك اللعبة البسيطة التي كنّا نمارسها صغاراً، لكل منّا قلماً وورقة، أحدنا يكتب عشرة أسئلة تبدأ بـ أين .. 
والآخر يكتب عشرة أجوبة تبدأ بـ في..!
ومن ثمّ يسأل الأول سؤاله الأول بـ أين (كذا) فيجيب الآخر .. في ال (كذا) ..
وكلما كانت الإجابة منطقية علت ضحكاتنا البريئة الصادقة وكتبنا على الورقة صح بالخط العريض وتداولناها بيننا وبين أخوتنا وقضينا ليلنا نحكيها لأنفسنا ونضحك .. !


هي بالضبط ما يمارسه المراقبون والنظام السوري.. 
الأول يسأل أين الثورات العارمة ؟
يجيب الآخر .. في (مخيلتكم) !
أين صيحات البشر التي سمعنا عنها ؟
في (شاشات الفضائيات العربية المفبركة) !
أين المآذن التي قُصفت ؟
العَمَى .. لَكْ في (حدا بيسترجي يئصف بيت ربّو)
أين الجثث ..؟
في مشرحة كل مشفى تجد جثة خيو  .. وين الغريب؟َ!
أين تتجه سوريا ؟!
يعني شو .. وين تتجه.. هيدي سوريا .. تتجه في (عون الله) إلى العُلا والمجد .. !


ثم ترى تلك الوجوه المكسوة بقبعة برتقالية، شاحبة فاقرة .. تتحدث عن بعض القنّاصة على السطوح، ويتعذرون لهم أولئك الحمقى بأنهم حافظي أمن أُعدّوا خصيصاً لاستقبالكم استقبال الأبطال .. !
هل هانت عليكم شام العروبة يا عرب ... ؟
أم هان عليكم قبر الوليد .. ؟!
ليت شعري لو كان حيّا يُرزق .. لما غابت شمس الشام عن سمائنا.. ونطقت تلك الألسن الحمقاء ..
رحم الله شهداء العروبة جميعاً .. ولكم أيها الثكالى دعاءٌ لا ترده حُجب .. فارفعوا أيديكم وشقوا صدوركم واصرخوا بحرقة المظلومين .. فـ سوريا تحتضر، فلقنوها الشهادة .. وذكّوا تلك (الرقبة الطويلة) !




أين .. في ؟ .. بقلم: قاصدخير

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تسجيل قراءه وحضور بزيارة أولية .. قوااك الله ،،،